اليوم العالم ملئ بأخبار القتل والموت والدم
أصبحت أخبار الموت وجبة رابعة كوجبات الطعام الثلاثة (إذا كنت تعيش في الجزء من العالم الذي يستطيع تناول ثلاث وجبات طعام) أتذكر في هذه الأوقات ملايين اليهود من أطفال ونساء وفتيات وشباب وعجائز ورضع وحوامل الذين تم خنقهم في غرف الغاز ثم حرق أجسادهم فيما يعرف بالمحرقة النازية أو الهولوكوست.
قرأت 3 كتب عن المأساة وهم :
يوميات أن فرانك
هل هذا هو الإنسان؟
في جحيم غرف الغاز
وتحتوي هذه الكتب علي وصف للفظائع التي تعرض لها ملايين البشر لمجرد أنهم قد ولدوا من أباء يهود.
ويوجد بضعة ألاف من الناجين من هذه المحرقة أعمارهم قد تخطت التسعين .
أحتراماً لأدميتي وإنسانيتي وإحتراماً لعقيدتي أحيي بهذا المقال ذكري هذه المحرقة وهؤلاء البشر وأحيي فيهم كل ضحايا الكراهية الإنسانية بغض النظر عن جنسية الضحايا وعقيدتهم .
في هذه الذكري أنا أتكلم عن ماهو أسمي من الدين والعقيدة والسياسة والعرق , عن أهم وأعز وأثمن ما وضعه الخالق في الإنسان , أتكلم عن ما نفخه الخالق في روح الإنسان , أتكلم عن صوت الخالق بداخلنا (الضمير).
فإذا كنت تنكر أو لا تهتم بهذه المحرقة فأنا أناشد ضميرك أنه إذا تعرضت للإضطهاد أو الظلم بسبب دينك وعقيدتك أو بسبب جنسيتك وعرقك ولم يهتم أحد لأمرك فتذكر أنه مثلما تعامل ستعامل.
أري في مأساة وضحايا اليهود كل ضحايا الكراهية والجهل الإنساني، قرابين إله الكراهية والشر والغباء. من كل الأمم والجنسيات والألوان والثقافات والأديان والطوائف.
لا يوجد في مصر جماعة دينية مسيحية أو إسلامية أو جماعة سياسية أو حقوقية تقيم اليوم هذه الذكري علي حد علمي , ومعني ذلك أن التعصب الديني والعرقي والوطني كان صوته أعلي من صوت الضمير بداخلنا.