المُحن

المُحن شعبياً في مصر لفظ يعني المبالغة الفجة والغير منطقية في العواطف

في ناس رأيها ان المصري متدين بطبعه
وناس رأيها أنه ذو حضارة
أو أن دمه خفيف ….الخ
وتختلف الأراء
ولكن من المظاهر التي يصعب الإختلاف عليها ان المصري ممحون بطبعه
كل من يملك مسئولية وسلطة في مصر يعرف الظاهرة دي
حتي مدربين الكرة الأجانب بيكتشفوا الحقيقة دي
شعب عاطفي بتتطرف “ممحون”

مبارك لعب لعبة المُحن مع الشعب في أخر خطاباته وأشتغل مُحن العشرة والسن ونجح مرحلياً لولا غباء الشرطة وقتها

الثوار أشتغلوا مُحن ثوري وكلنا فلان والحرية لفلان ….الخ ونجحوا مرحلياً

المجلس العسكري بعد مبارك أشتغل مُحن وطني عسكري وإيد واحده ونجح مرحلياً

الإخوان والسلفيين والكنيسة أشتغلو مُحن ديني وهو أقوي أنواع المُحن ونجحوا طبعاً

وأخيراً وتتويجاً للمسيرة وصل للحكم ولقيادة الشعب الرئيس السيسي, أكثر من استخدم المُحن وأبدع فيه, وعمل تركيبة مُحن قوية مركزة من مُحن عسكري لمُحن ديني لمُحن وطني لمُحن إنساني…الخ

هذا عن قادة وأسياد الشعب
أما الشعب نفسه فيكفي أن تمر سريعاً علي الفيس بوك المصري لتري كم من المُحن لا أظن أنه حدث من قبل أو يحدث في أي مكان أخر
كله بيمارس المُحن علي كله, بفجاجة وبدون ملل, وأتقن رجال الفيس بوك المصري صنعة المُحن والتي كانت مثل سرطان الثدي تصيب النساء أكثر.

لا يمكن لدراسة إجتماعية نزيهة أن تتجاهل “المُحن” كأوضح صفة للشخصية المصرية الأن

ولكن أليست العواطف جزء من التكوين الإنساني وموجودة في كل المجتمعات؟
نعم, ولكني لا أتحدث عن العواطف البشرية الطبيعية, أنا أتحدث عن المبالغة والفجاجة وإيقاف العواطف للعقل وقتلها للمنطق وتحويل البشر لألات هيستيرية عشوائية
أنا أتحدث عن “المُحن

ملحوظة أخيرة:

المُحن أعمي, كل ممحون يري مُحن الأخرين ويسخر منهم ولا يري محنه هو نفسه وجماعته

الحقيقة ان المُحن مثل الغباء الإختياري, كلاهما خطيئة إنسانية

المُحن كأس وداير, من فاز بالمُحن سيخسر بسببه ولو بعد حين

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *