هلاك الدول ليس فنائها وإنما الهلاك هو الخراب والحياة كالأموات
أغلب الجيل القديم وأغلب جيل الشباب الحالي هلكت روحه وهلكت ثقافته وإنسانيته.
– الجيل الذي يتباهي مسلميه بالثقافة الإسلامية الوهابية (أسم الدلع الوسطية) والتي هي سبب أغلب مشاكلنا والتي تخدر الضمير وتنزع الإنسانية . هو جيل يهلك نفسه بكل عناد وعمي (قبل أن تتشنج وتغضب وتسب وتلعن, أنا لا أتحدث هنا عن العقيدة والإيمان وإنما عن ثقافة أوجدها جيل يسمون أنفسهم إسلاميين. فتركيا نجحت ودين الأغلبية بها هو الإسلام وهذا لا يهمني – إنما ثقافتها التي بنت نهضتها ثقافة غربية علمانية وليست إسلامية إطلاقاً).
– الجيل الذي يتباهي أقباطه بكنيستهم العربية (أسم الدلع القبطية) التي لا تفعل شيء منذ 40 عاماً إلا نشر الجهل وزرع كل ما هو ضد الروح المسيحية . هو جيل سعي للهلاك (مضُطر أن أكرر أني لا أتحدث عن المسيحية ولا عن الإيمان وأنما عن ثقافة أوجدها جيل يسمون أنفسهم كنيسة).
– الجيل الذي دأب كل مثقفيه وصفوته ورواده علي حقن الشعب بجرعات مخدرة سامة بإنتظام مثل:
أننا معرضين لمؤامرة
هوية مصر إسلامية وقوميتها عربية
أننا ضد العلمانية وأننا شعب متدين وأن أخلاقنا أفضل من أخلاق الغرب
أن الإسلاميين لهم الحق في ممارسة السياسة
أن الشريعة تصلح للحكم ولكن العيب في الحكام
أن الكنيسة وطنية وبطركها رجل حكيم
أن إسرائيل هي عدونا الأول والأبدي!
هو جيل فاشل أعمي وإستحق أن يقوده قادة عميان, ويصدر الإرهاب وعداوة الإنسانية للعالم كله.
جيل سيظل يخسر ويهلك ويقاوح ويجادل ويلف ويدور ويخترع أسباب ويؤلف أعذار ويشرب من السم ويتهم الكاس بانها السبب, ويتوهم انه لو سكب السم في كأس أخري سينال الشفاء وسيتوقف الألم وسيتوقف الهلاك.
يستبدل كأس بكأس ويقوم بثورة علي كأس ويحطمه ويختار كأس جديدة ويفرغ السم من كأس لكأس وينتظر الشفاء كالمخابيل.
أجيالنا فشلت. حتي شبابنا فشلوا للأسف
الأمل في المراهقين, الجيل الجديد.
– جيل جديد يكتشف بديهية أن المشكلة في السم وليس في الكأس.
– جيل جديد يستطيع أن يري ويفهم التاريخ والحاضر ويقول بكل جرأة ووضوح وثقة وبدون تزويق للكلام أن العلمانية هي العلاج الوحيد.
– جيل جديد يملك من الصراحة ومن الحق ما يجعله يعلن أن قادة الثقافة الإسلامية من الأزهر والإسلاميين وقادة الكنيسة ببطاركها وقادة أكذوبة القومية العربية برئاسة عبد الناصر ومن خلفه من رؤساء, ومن عاون كل هؤلاء من قادة وصفوة ونخبة كانوا مجرمين في حق الشعب, وأن الشعب والأجيال التي رفعت وقدست هؤلاء وجعلت منهم قادة وأسياد وألهة هو شعب وجيل أعمي وفاشل.
– جيل جديد يدرك أن الحديث عن الدين وعداوة إسرائيل ومؤامرة العالم هو قصف لعقله وسرقة لإنسانيته.
– جيل جديد يدرك أن العلمانية ليست ضد الدين والعقيدة والإيمان وليست وجهة نظر وأسلوب وإنما هي مرادف للإنسانية وحق الحياة ليس من حق أحد رفضها كما أنه ليس من حق أحد قتل شخص أخر وسلبه حياته.
– جيل جديد يستطيع أن يكون مسلم أو مسيحي أو ملحد …الخ دون أن يكون فاشي أو درويش أو مخبول مسلوب العقل والإرادة ودون أن يفقد إنسانيته.
مراهقين مصر, ممكن?