الفيس بوك هو حياة إفتراضية ولكنها ليست وهمية.
هذه ملاحظات سلبية لاحظتها من مرأة الفيس بوك العربي
إتفضل :
يقوم البعض بعمل لايك أو كتابة تعليق علي أي موضوع كنوع من المجاملة وليس لأن الموضوع أعجبه أو لأنه يريد التعليق فعلاً . والعرب يشتهرون بالمجاملة الفجة الفاقدة للمعني , كأن يدعوك شخص أثناء سيرك ويقول لك (إتفضل) حيث لا يسمح المكان ولا الزمان بأنك (تتفضل) , لدرجة أنه يوجد أصدقاء لي قد أعتبروا عدم عمل لايك أو كتابة تعليق لمواضيعهم لفترة طويلة هو نوع من التكبر وعدم الإهتمام وقلة الذوق تجاههم.
كوبي وبست أو الموضة :
أغلب الأصدقاء علي الفيس بوك مواضيعهم هي نسخ (كوبي) ولصق (بست) لمواضيع أشخاص أخرين أو مشاهير . ولا يحاولون حتي أن يكتبوا رأيهم أو رؤيتهم في الموضوع كبشر , وإذا كتبوا يكتبون ما يجب أن يكتب رسمياً وإجتماعياً وليس ما يدور بداخلهم . هم إنحضروا بالكتابة لمستوي الملابس يجب أن تساير الموضة وتكون متسقة مع الزوق العام.
السطحية :
إذا كتب شخص أو عرض موضوع يدعوا للتأمل أو التفكير الفعلي والحقيقي فأنه في الأغلب تكون المشاركات من باقي الأصدقاء ضعيفة أو منعدمة , وإذا كان الموضوع كوميدي أو سخيف أو له دلالة دينية جدلية أو دلالة جنسية فعندها تنفتح حنفية المشاركات لوسعها وتجد أن السلبية وعدم الإهتمام قد إنقلب لإيجابية وإهتمام.
صلاة الفيس بوك :
أغلب المشاركات والمواضيع يكون لها إتجاهات عامة وليست شخصية مثل كورة القدم أو الأغاني ولكن ملك المشاركات دون منازع هو الدين , يقوم أغلب الأصدقاء بنشر المواضيع الدينية والأيات والترانيم والأدعية والقرأن والقداسات كأنها فرض يومي يجب القيام به مثل الصلاة. يتم نشر هذه المواضيع بالعادة لا إرادياً لأن النظام والعرف الإجتماعي علي الفيس بوك كده.
المبالغة والفجاجة :
المبالغة في الألفاظ والفجاجة فيتم كتابة عناوين مثل (شوف الفيديو ده مش هتصدق عينيك – لو شفت الفيديو ده لازم هتعمله لايك – شوف الفيديو الرهيب ده – أتفرج علي فضيحة فلان – أسمع الرد القنبلة لفلان علي فلان ….الخ). والأغلب لما نقرأ ونتفرج ونسمع لا بنكدب عنينا ولا بنعمل لايك ولا بيكون رهيب ولا فضيحة ولا قنبلة , ولكن المبالغة سمة العقل السطحي.
النقاب :
يوجد أصدقاء علي الفيس بوك منقبين لا يضعون صورتهم ولا أي صورة خاصة بهم , ويسمون أنفسهم بأسماء مستعارة. الغريب أن أغلبهم يهاجمون النقاب في الحياة الحقيقية ويرتدونه في الحياة الإفتراضية.
شحاتة الإهتمام:
أشخاص ناضجين سناً ولديهم مراكز إجتماعية جيدة وتجدهم يشحتون الاهتمام والتعليقات بإبتذال, تجد من يكتب “البقاء لله” أو جملة تدل علي وفاة شخص بدون توضيح, وبعد أن ينال الإهتمام الرخيص وتنهال عليه الإستفسارات يبدأ أخيراً في إخبارهم بشخصية المتوفي. المدهش والمؤسف ان أحياناً يكون المتوفي أب أو أم, كيف يفقد إنسان شخص عزيز لهذه الدرجة وفي نفس الوقت يمارس هذه الألاعيب!
الحزن الحقيقي يسمو بالمشاعر ويخرج خارج الذات ويغير النظرة للعالم.
إبتذال وسطحية فوق الأربعين:
أباء وأمهات, مديرين ورجال اعمال وناس ناجحين, ومع ذلك تجدهم علي الفيس بوك مبتذلين, تافهين, فارغين, لا يكتبون عن تجاربهم ورؤيتهم للحياة, يعيبون علي المراهقين والشباب وهم في الحقيقة يحتاجو ان يتعلموا الحكمة والعقل وخبرة الحياة من المراهقين والشباب.
الجمهور عايز كده :
هذه أكثر ملحوظة محزنة ومحبطة في كل ما سبق وهي أنه يوجد أصدقاء لهم من الثقافة والعقل المنظم والشخصية المقنعة ما يجعلهم قادة علي مستوي الإصدقاء علي الفيس بوك وبدلاً من أن يقدروا حجم المسئولية ويقودوا أخوانهم وأصدقائهم إلي الفكر الحر المستنير وإلي السمو والإستقلالية , نجدهم تنازلوا عن كل ذلك وأصبحوا يهتمون بالنشر والتعليق علي ما يقود الناس للجهل والتعمية وزيادة الفشل .
هم لا يقومون بما هو حق بل يقومون بما يريده الأصدقاء , هم يريدون دغدغة مشاعر الأصدقاء (وخصوصا الدينية) , يريدون أن يبسطوهم ويريحوهم لكي تدوم لهم الريادة والأفضلية الكاذبة , للأسف هم مثل الراقصة التي تتعري لأن الجمهور عايز كده.
الخلاصة :
الفيس بوك مرآة للمجتمع والنظر للمرآة يحتاج لوجود البصيرة ولوجود الرغبة في الرؤية , إذا نظرنا لصورتنا في هذه المرآة نجد أن الإنسان العربي قد أغترب عن نفسه وإستبدل حريته وإستقلاليته كإنسان بالقطيع وذابت شخصيته في المجتمع , أصبح فرد في الجماعة وغير موجود كشخص متفرد مميز عن غيره , له بصمة في أصابعه وليس له بصمة في كيانه , أصبح عبد للتصنع وعاش أغلب حياته ممثل لجمهور من المجتمع المحيط. أصبح مهرج في سيرك المجتمع , كل ما يهمه إنتزاع ضحك وإنتباه المتفرجين ولو علي حساب شخصيته وكرامته الإنسانية وتميزه . فقد التمييز بين الصواب والخطأ , سلم قيادته للمجتمع بدلاً من أن يقوده ضميره. أصبح عبد للمجتمع وليس سيد بالحق.يموت قبل أوانه.