أهم من الدين والعقيدة

302002522اليوم العالم ملئ بأخبار القتل والموت والدم
أصبحت أخبار الموت وجبة رابعة كوجبات الطعام الثلاثة (إذا كنت تعيش في الجزء من العالم الذي يستطيع تناول ثلاث وجبات طعام) أتذكر في هذه الأوقات ملايين اليهود من أطفال ونساء وفتيات وشباب وعجائز ورضع وحوامل الذين تم خنقهم في غرف الغاز ثم حرق أجسادهم فيما يعرف بالمحرقة النازية أو الهولوكوست.
قرأت 3 كتب عن المأساة وهم :
يوميات أن فرانك
هل هذا هو الإنسان؟
في جحيم غرف الغاز
وتحتوي هذه الكتب علي وصف للفظائع التي تعرض لها ملايين البشر لمجرد أنهم قد ولدوا من أباء يهود.
ويوجد بضعة ألاف من الناجين من هذه المحرقة أعمارهم قد تخطت التسعين .
أحتراماً لأدميتي وإنسانيتي وإحتراماً لعقيدتي أحيي بهذا المقال ذكري هذه المحرقة وهؤلاء البشر وأحيي فيهم كل ضحايا الكراهية الإنسانية بغض النظر عن جنسية الضحايا وعقيدتهم .
في هذه الذكري أنا أتكلم عن ماهو أسمي من الدين والعقيدة والسياسة والعرق , عن أهم وأعز وأثمن ما وضعه الخالق في الإنسان , أتكلم عن ما نفخه الخالق في روح الإنسان , أتكلم عن صوت الخالق بداخلنا (الضمير).
فإذا كنت تنكر أو لا تهتم بهذه المحرقة فأنا أناشد ضميرك أنه إذا تعرضت للإضطهاد أو الظلم بسبب دينك وعقيدتك أو بسبب جنسيتك وعرقك ولم يهتم أحد لأمرك فتذكر أنه مثلما تعامل ستعامل.

أري في مأساة وضحايا اليهود كل ضحايا الكراهية والجهل الإنساني، قرابين إله الكراهية والشر والغباء. من كل الأمم والجنسيات والألوان والثقافات والأديان والطوائف.

لا يوجد في مصر جماعة دينية مسيحية أو إسلامية أو جماعة سياسية أو حقوقية تقيم اليوم هذه الذكري علي حد علمي , ومعني ذلك أن التعصب الديني والعرقي والوطني كان صوته أعلي من صوت الضمير بداخلنا.

سمره

سمره بنت جميلة ومن عيلة ، أصل وفصل

سمره أتعلمت تعليم عالي وزكية وموهوبة

سمره بتعرف ترسم وتنحت وتعزف موسيقي وترقص وتمثل وتألف أحسن من كل بنات المنطقة، وهي الي علمتهم كلهم.

سمره مغرية لكل رجالة المنطقة، كلهم عايزينها وبيتخانقوا عليها.

سمره معندهاش مشكلة تمشي مع أي راجل فيهم، أي حد، بتسيبهم يتخانقوا والي يكسب ياخدها.

سمره متدينة، بتحب الطقوس والصوم والصلاة….الخ، الرجالة فهموا أن سمره متدينة، فكل راجل يمشي معاها بيمثل التدين عليها.

سمره مشيت مع رجالة مختلفين، الي بيعبد الشمس والي مسيحي والي مسلم كل ما تمشي مع شاب جديد تغير دينها حسب دينه، المهم عندها تبقي في حماية راجل، أي راجل.

سمره كل ما تعرف راجل جديد يكتشف انها سلبية وخانعة جدا، فيعاملها وحش، فتشتكي منه وتدعي انه اغتصبها غصب عنها وتفضل تبكي، فايجي راجل تاني، شاب وقوي ويطرد الي قبله ويحل محله، وهي تفرح براجل البيت الجديد وتسلمله نفسها.

سمره كان عايش معاها في نفس البيت أبن عمها منصور، منصور كان غفير، وقال لنفسه: أنا أولي من الغريب بسمره وجمالها، فقام طرد عثمان (الراجل الي كان عايش مع سمره وقتها) وحل محله.

سمره حبت منصور قوي، أصله دخل عليها بالحنجل والمنجل وبفحوليته وشبابه، ولكن زي كل الرجاله الأغراب الي قبله وزي كل مره، بسبب سلبية وخنوع سمره منصور بهدلها.

سمرة لما سلمت نفسها لمنصور كانت بنت جميلة ومعاها صيغة، لكن مع منصور حالها أتغير، شكلها عجز وأتملت أمراض وغطت شعرها وبقت مديونة ولكن كانت لسه عايشة علي الرصيد القديم.

سمره ومنصور اتفقوا علي اتفاق، هي تشتغل بالدعارة وهو يشتغلها قواد.

سمره فضلت هي ومنصور مواظبين علي الصوم والصلاة، ده كان بيريحهم ويسهلهم قبول الشغلانة الجديدة.

سمره تعبت، منصور أفتري عليها جدا ومص دمها. في ليلة كان فيها منصور تعبان، سمره شافت مع جارتها برشامة مقويات، قامت واخدها واتخانقت مع منصور خناقة كبيرة.

سمره كان ليها أبن عم تاني (أخو منصور ) أسمه مؤمن، مؤمن كان دايما بيتخانق مع منصور علي سمره وطمعان فيها بس كان واد منظر علي الفاضي وكلامنجي وسهتان، مؤمن لما سمع صوت الخناقة أنتظر لغاية ما يشوف مين الي هيغلب، فلما لقي سمره قربت تغلب منصور قام دخل في الخناقة وعمل نفسه هو الي ساعدها، وأستغل أن كل ولاد عمامه التانيين قلبوا علي منصور وشجعوه هو.

سمره فرحت قوي انها خلصت من منصور وقرفه، ولما لقت ان كل ولاد عمامها بيقولو لمؤمن حلال عليك سمره، قامت كعادتها سلمتله نفسها، أصل الواد بيغازلها من زمان ومتدين وهي نفسها فيه من زمان.

سمره ماصدقت انها تخلص من ناصر وشغل الدعارة معاه، وابتدت تمنى نفسها بقصة حب رومانسية مع مؤمن، لكن المصيبة ان مؤمن كان غشيم قوي ومن أول ليلة عايز يغتصبها.

سمره كانت هتقبل الإغتصاب وتقضيها وخلاص خصوصا انها متدينة وعارفة ان الراجل من حقه يغتصب مراته، بس المصيبة ان مؤمن طلع مبيعرفش.

سمره جريت علي ولاد عمها الكبار وقالتلهم الحقوني، فقالولها: بصي بقي إحنا هنضربلك الواد مؤمن الخيبان ده الي عايز يغتصبك كل يوم ومبيعرفش وأنتي ترجعي لمنصور .

سمره قالت ماشي، يا ريت، ولا يوم من أيامك يا منصور .

سمره فرحت لما شافت منصور راجعلها، ولقته متغيير وزي ما يكون صغر ورجع شاب فرقصتله وقالتله: تسلم إيديك، وهو باس ايديها وقالها بكره تشوفي سمره هتبقي عامله أزاي، دا انتي نور عنيا.

سمره شكرت ربنا من انها خلصت من مؤمن الي كان بيحاول يغتصبها ومبيعرفش وابتدت تحضر نفسها لمنصور والزباين الي بيجيبهم، وقعدت تحلم بالشغل القديم والأيام القديمة، بس منصور بعد ما رجع بقي هو راخر مبيعرفش، عمليات التجميل الي عملها كانت للمنظر بس، المصيبه انه بيجيبلها رجالة مبتعرفش برضه، وكل مره يقولها: انتي السبب، انتي الي مش عارفه تثيريهم، وشوية ياخدها بالحنية ويسبلها عنيه ويقولها دا انا لو اطول ابيع نفسي علشانك، وشوية يبرقلها ويشخط فيها ويقولها أنا بأجيبلك الزباين وانتي الي كبرتي وعجزتي وبقيتي مش نافعه.

سمره عايزة منصور يجيب لها زباين وتقضيها فلوس ومتعه معاهم ومعاه، وأخر الليل تصلي وتشكر ربنا وتنام.

الدنيا أتغيرت يا سمره
ماعدش ينفع

أهم من الدين والعقيدة

اليوم 27 يناير أتذكر مع باقي العالم ملايين اليهود من أطفال ونساء وفتيات وشباب وعجائز ورضع وحوامل الذين تم خنقهم في غرف الغاز ثم حرق أجسادهم فيما يعرف بالمحرقة النازية أو الهولوكوست.
قرأت 3 كتب عن المأساة وهم :
– يوميات أن فرانك
– هل هذا هو الإنسان؟
– في جحيم غرف الغاز
وتحتوي هذه الكتب علي وصف للفظائع التي تعرض لها ملايين البشر لمجرد أنهم قد ولدوا من أباء يهود.
ويوجد بضعة ألاف من الناجين من هذه المحرقة أعمارهم قد تخطت التسعين .
أحتراماً لأدميتي وإنسانيتي وإحتراماً لعقيدتي أحيي بهذا المقال ذكري هذه المحرقة وهؤلاء البشر وأحيي فيهم كل ضحايا الكراهية الإنسانية بغض النظر عن جنسية الضحايا وعقيدتهم .
في هذه الذكري أنا أتكلم عن ماهو أسمي من الدين والعقيدة والسياسة والعرق , عن أهم وأعز وأثمن ما وضعه الخالق في الإنسان , أتكلم عن ما نفخه الخالق في روح الإنسان , أتكلم عن صوت الخالق بداخلنا (الضمير).
فإذا كنت تنكر أو لا تهتم بهذه المحرقة فأنا أناشد ضميرك أنه إذا تعرضت للإضطهاد أو الظلم بسبب دينك وعقيدتك أو بسبب جنسيتك وعرقك ولم يهتم أحد لأمرك فتذكر أنه مثلما تعامل ستعامل.

لا يوجد في مصر جماعة دينية مسيحية أو إسلامية أو جماعة سياسية أو حقوقية تقيم اليوم هذه الذكري علي حد علمي , ومعني ذلك أن التعصب الديني والعرقي والوطني كان صوته أعلي من صوت الضمير بداخلنا.

المُحن

المُحن شعبياً في مصر لفظ يعني المبالغة الفجة والغير منطقية في العواطف

في ناس رأيها ان المصري متدين بطبعه
وناس رأيها أنه ذو حضارة
أو أن دمه خفيف ….الخ
وتختلف الأراء
ولكن من المظاهر التي يصعب الإختلاف عليها ان المصري ممحون بطبعه
كل من يملك مسئولية وسلطة في مصر يعرف الظاهرة دي
حتي مدربين الكرة الأجانب بيكتشفوا الحقيقة دي
شعب عاطفي بتتطرف “ممحون”

مبارك لعب لعبة المُحن مع الشعب في أخر خطاباته وأشتغل مُحن العشرة والسن ونجح مرحلياً لولا غباء الشرطة وقتها

الثوار أشتغلوا مُحن ثوري وكلنا فلان والحرية لفلان ….الخ ونجحوا مرحلياً

المجلس العسكري بعد مبارك أشتغل مُحن وطني عسكري وإيد واحده ونجح مرحلياً

الإخوان والسلفيين والكنيسة أشتغلو مُحن ديني وهو أقوي أنواع المُحن ونجحوا طبعاً

وأخيراً وتتويجاً للمسيرة وصل للحكم ولقيادة الشعب الرئيس السيسي, أكثر من استخدم المُحن وأبدع فيه, وعمل تركيبة مُحن قوية مركزة من مُحن عسكري لمُحن ديني لمُحن وطني لمُحن إنساني…الخ

هذا عن قادة وأسياد الشعب
أما الشعب نفسه فيكفي أن تمر سريعاً علي الفيس بوك المصري لتري كم من المُحن لا أظن أنه حدث من قبل أو يحدث في أي مكان أخر
كله بيمارس المُحن علي كله, بفجاجة وبدون ملل, وأتقن رجال الفيس بوك المصري صنعة المُحن والتي كانت مثل سرطان الثدي تصيب النساء أكثر.

لا يمكن لدراسة إجتماعية نزيهة أن تتجاهل “المُحن” كأوضح صفة للشخصية المصرية الأن

ولكن أليست العواطف جزء من التكوين الإنساني وموجودة في كل المجتمعات؟
نعم, ولكني لا أتحدث عن العواطف البشرية الطبيعية, أنا أتحدث عن المبالغة والفجاجة وإيقاف العواطف للعقل وقتلها للمنطق وتحويل البشر لألات هيستيرية عشوائية
أنا أتحدث عن “المُحن

ملحوظة أخيرة:

المُحن أعمي, كل ممحون يري مُحن الأخرين ويسخر منهم ولا يري محنه هو نفسه وجماعته

الحقيقة ان المُحن مثل الغباء الإختياري, كلاهما خطيئة إنسانية

المُحن كأس وداير, من فاز بالمُحن سيخسر بسببه ولو بعد حين

أم فلسطين

أم مجرمة تعري أبنتها لتغري شاب ماجن من جيرانها وتعرضها كل يوم لإنتهاك جسدها .

أم مجرمة عندما تحتاج للنقود تقوم ببيع صور ومشاهد أبنتها في أقذر سوق بورنو عالمي.

أم مجرمة عندما تحتاج للتعاطف تستفز الشاب ليظهر ساديته في إغتصاب أبنتها وتبدأ في نشر صور وأفلام السادية ضد أبنتها وتبكي شرفها وألامها.

الجيران والأصدقاء والأقارب يحرصون جداً علي الشرف والفضيلة ويهاجمون الظلم ويبكون مأساة الإبنة ولكنهم يشجعون الأم علي جريمتها ويساعدوها في تجارتها ويقبضون نصيبهم.

حل مشكلة أبنة فلسطين أن يتم إجبار أمها علي البحث عن مهنة أخري غير مهنة القوادة ولكن الأم وجيرانها وأصدقائها وأقاربها لن يسمحوا بأن تتوقف تجارتهم بجسد أبنتهم ويبدأون في البحث عن عمل شريف والعيش كأناس طبيعيين.

هل نحن فعلاً نبكي علي شرف وإغتصاب إبنة فلسطين, أم نمارس هوايتنا المعتادة بأن نتمتع ونستمني بمشهد الإغتصاب ثم نكتب تعليق أسفل المشهد نبكي فيه علي الشرف والفضيلة؟

جريمة المُغتصب لا تقارن بجريمة الأم القوادة وجريمتنا.

مراهقين مصر, ممكن?

هلاك الدول ليس فنائها وإنما الهلاك هو الخراب والحياة كالأموات
أغلب الجيل القديم وأغلب جيل الشباب الحالي هلكت روحه وهلكت ثقافته وإنسانيته.

الجيل الذي يتباهي مسلميه بالثقافة الإسلامية الوهابية (أسم الدلع الوسطية) والتي هي سبب أغلب مشاكلنا والتي تخدر الضمير وتنزع الإنسانية . هو جيل يهلك نفسه بكل عناد وعمي (قبل أن تتشنج وتغضب وتسب وتلعن, أنا لا أتحدث هنا عن العقيدة والإيمان وإنما عن ثقافة أوجدها جيل يسمون أنفسهم إسلاميين. فتركيا نجحت ودين الأغلبية بها هو الإسلام وهذا لا يهمني – إنما ثقافتها التي بنت نهضتها ثقافة غربية علمانية وليست إسلامية إطلاقاً).

 الجيل الذي يتباهي أقباطه بكنيستهم العربية (أسم الدلع القبطية) التي لا تفعل شيء منذ 40 عاماً إلا نشر الجهل وزرع كل ما هو ضد الروح المسيحية . هو جيل سعي للهلاك (مضُطر أن أكرر أني لا أتحدث عن المسيحية ولا عن الإيمان وأنما عن ثقافة أوجدها جيل يسمون أنفسهم كنيسة).

 الجيل الذي دأب كل مثقفيه وصفوته ورواده علي حقن الشعب بجرعات مخدرة سامة بإنتظام مثل:

أننا معرضين لمؤامرة
هوية مصر إسلامية وقوميتها عربية
أننا ضد العلمانية وأننا شعب متدين وأن أخلاقنا أفضل من أخلاق الغرب
أن الإسلاميين لهم الحق في ممارسة السياسة
أن الشريعة تصلح للحكم ولكن العيب في الحكام
أن الكنيسة وطنية وبطركها رجل حكيم
أن إسرائيل هي عدونا الأول والأبدي!

هو جيل فاشل أعمي وإستحق أن يقوده قادة عميان, ويصدر الإرهاب وعداوة الإنسانية للعالم كله.
جيل سيظل يخسر ويهلك ويقاوح ويجادل ويلف ويدور ويخترع أسباب ويؤلف أعذار ويشرب من السم ويتهم الكاس بانها السبب, ويتوهم انه لو سكب السم في كأس أخري سينال الشفاء وسيتوقف الألم وسيتوقف الهلاك.
يستبدل كأس بكأس ويقوم بثورة علي كأس ويحطمه ويختار كأس جديدة ويفرغ السم من كأس لكأس وينتظر الشفاء كالمخابيل.

أجيالنا فشلت. حتي شبابنا فشلوا للأسف
الأمل في المراهقين, الجيل الجديد.

 جيل جديد يكتشف بديهية أن المشكلة في السم وليس في الكأس.

 جيل جديد يستطيع أن يري ويفهم التاريخ والحاضر ويقول بكل جرأة ووضوح وثقة وبدون تزويق للكلام أن العلمانية هي العلاج الوحيد.

 جيل جديد يملك من الصراحة ومن الحق ما يجعله يعلن أن قادة الثقافة الإسلامية من الأزهر والإسلاميين وقادة الكنيسة ببطاركها وقادة أكذوبة القومية العربية برئاسة عبد الناصر ومن خلفه من رؤساء, ومن عاون كل هؤلاء من قادة وصفوة ونخبة كانوا مجرمين في حق الشعب, وأن الشعب والأجيال التي رفعت وقدست هؤلاء وجعلت منهم قادة وأسياد وألهة هو شعب وجيل أعمي وفاشل.

 جيل جديد يدرك أن الحديث عن الدين وعداوة إسرائيل ومؤامرة العالم هو قصف لعقله وسرقة لإنسانيته.

 جيل جديد يدرك أن العلمانية ليست ضد الدين والعقيدة والإيمان وليست وجهة نظر وأسلوب وإنما هي مرادف للإنسانية وحق الحياة ليس من حق أحد رفضها كما أنه ليس من حق أحد قتل شخص أخر وسلبه حياته.

 جيل جديد يستطيع أن يكون مسلم أو مسيحي أو ملحد …الخ دون أن يكون فاشي أو درويش أو مخبول مسلوب العقل والإرادة ودون أن يفقد إنسانيته.

مراهقين مصر, ممكن?

الفيس بوك العربي

الفيس بوك هو حياة إفتراضية ولكنها ليست وهمية.
هذه ملاحظات سلبية لاحظتها من مرأة الفيس بوك العربي

إتفضل :
يقوم البعض بعمل لايك أو كتابة تعليق علي أي موضوع كنوع من المجاملة وليس لأن الموضوع أعجبه أو لأنه يريد التعليق فعلاً . والعرب يشتهرون بالمجاملة الفجة الفاقدة للمعني , كأن يدعوك شخص أثناء سيرك ويقول لك (إتفضل) حيث لا يسمح المكان ولا الزمان بأنك (تتفضل) , لدرجة أنه يوجد أصدقاء لي قد أعتبروا عدم عمل لايك أو كتابة تعليق لمواضيعهم لفترة طويلة هو نوع من التكبر وعدم الإهتمام وقلة الذوق تجاههم.

كوبي وبست أو الموضة :
أغلب الأصدقاء علي الفيس بوك مواضيعهم هي نسخ (كوبي) ولصق (بست) لمواضيع أشخاص أخرين أو مشاهير . ولا يحاولون حتي أن يكتبوا رأيهم أو رؤيتهم في الموضوع كبشر , وإذا كتبوا يكتبون ما يجب أن يكتب رسمياً وإجتماعياً وليس ما يدور بداخلهم . هم إنحضروا بالكتابة لمستوي الملابس يجب أن تساير الموضة وتكون متسقة مع الزوق العام.

السطحية :
إذا كتب شخص أو عرض موضوع يدعوا للتأمل أو التفكير الفعلي والحقيقي فأنه في الأغلب تكون المشاركات من باقي الأصدقاء ضعيفة أو منعدمة , وإذا كان الموضوع كوميدي أو سخيف أو له دلالة دينية جدلية أو دلالة جنسية فعندها تنفتح حنفية المشاركات لوسعها وتجد أن السلبية وعدم الإهتمام قد إنقلب لإيجابية وإهتمام.

صلاة الفيس بوك :
أغلب المشاركات والمواضيع يكون لها إتجاهات عامة وليست شخصية مثل كورة القدم أو الأغاني ولكن ملك المشاركات دون منازع هو الدين , يقوم أغلب الأصدقاء بنشر المواضيع الدينية والأيات والترانيم والأدعية والقرأن والقداسات كأنها فرض يومي يجب القيام به مثل الصلاة. يتم نشر هذه المواضيع بالعادة لا إرادياً لأن النظام والعرف الإجتماعي علي الفيس بوك كده.

المبالغة والفجاجة :
المبالغة في الألفاظ والفجاجة فيتم كتابة عناوين مثل (شوف الفيديو ده مش هتصدق عينيك – لو شفت الفيديو ده لازم هتعمله لايك – شوف الفيديو الرهيب ده – أتفرج علي فضيحة فلان – أسمع الرد القنبلة لفلان علي فلان ….الخ). والأغلب لما نقرأ ونتفرج ونسمع لا بنكدب عنينا ولا بنعمل لايك ولا بيكون رهيب ولا فضيحة ولا قنبلة , ولكن المبالغة سمة العقل السطحي.

النقاب :
يوجد أصدقاء علي الفيس بوك منقبين لا يضعون صورتهم ولا أي صورة خاصة بهم , ويسمون أنفسهم بأسماء مستعارة. الغريب أن أغلبهم يهاجمون النقاب في الحياة الحقيقية ويرتدونه في الحياة الإفتراضية.

شحاتة الإهتمام:
أشخاص ناضجين سناً ولديهم مراكز إجتماعية جيدة وتجدهم يشحتون الاهتمام والتعليقات بإبتذال, تجد من يكتب “البقاء لله” أو جملة تدل علي وفاة شخص بدون توضيح, وبعد أن ينال الإهتمام الرخيص وتنهال عليه الإستفسارات يبدأ أخيراً في إخبارهم بشخصية المتوفي. المدهش والمؤسف ان أحياناً يكون المتوفي أب أو أم, كيف يفقد إنسان شخص عزيز لهذه الدرجة وفي نفس الوقت يمارس هذه الألاعيب!
الحزن الحقيقي يسمو بالمشاعر ويخرج خارج الذات ويغير النظرة للعالم.

إبتذال وسطحية فوق الأربعين:
أباء وأمهات, مديرين ورجال اعمال وناس ناجحين, ومع ذلك تجدهم علي الفيس بوك مبتذلين, تافهين, فارغين, لا يكتبون عن تجاربهم ورؤيتهم للحياة, يعيبون علي المراهقين والشباب وهم في الحقيقة يحتاجو ان يتعلموا الحكمة والعقل وخبرة الحياة من المراهقين والشباب.

الجمهور عايز كده :
هذه أكثر ملحوظة محزنة ومحبطة في كل ما سبق وهي أنه يوجد أصدقاء لهم من الثقافة والعقل المنظم والشخصية المقنعة ما يجعلهم قادة علي مستوي الإصدقاء علي الفيس بوك وبدلاً من أن يقدروا حجم المسئولية ويقودوا أخوانهم وأصدقائهم إلي الفكر الحر المستنير وإلي السمو والإستقلالية , نجدهم تنازلوا عن كل ذلك وأصبحوا يهتمون بالنشر والتعليق علي ما يقود الناس للجهل والتعمية وزيادة الفشل .
هم لا يقومون بما هو حق بل يقومون بما يريده الأصدقاء , هم يريدون دغدغة مشاعر الأصدقاء (وخصوصا الدينية) , يريدون أن يبسطوهم ويريحوهم لكي تدوم لهم الريادة والأفضلية الكاذبة , للأسف هم مثل الراقصة التي تتعري لأن الجمهور عايز كده.

الخلاصة :
الفيس بوك مرآة للمجتمع والنظر للمرآة يحتاج لوجود البصيرة ولوجود الرغبة في الرؤية , إذا نظرنا لصورتنا في هذه المرآة نجد أن الإنسان العربي قد أغترب عن نفسه وإستبدل حريته وإستقلاليته كإنسان بالقطيع وذابت شخصيته في المجتمع , أصبح فرد في الجماعة وغير موجود كشخص متفرد مميز عن غيره , له بصمة في أصابعه وليس له بصمة في كيانه , أصبح عبد للتصنع وعاش أغلب حياته ممثل لجمهور من المجتمع المحيط. أصبح مهرج في سيرك المجتمع , كل ما يهمه إنتزاع ضحك وإنتباه المتفرجين ولو علي حساب شخصيته وكرامته الإنسانية وتميزه . فقد التمييز بين الصواب والخطأ , سلم قيادته للمجتمع بدلاً من أن يقوده ضميره. أصبح عبد للمجتمع وليس سيد بالحق.يموت قبل أوانه.

جمهورية مصر الإسلامية – جمهورية مصر القبطية – جمهورية مصر العلمانية

الجمهورية المصرية الإسلامية:

تنفست الصعداء لهذا الإنفصال وإبعاد المشركين والكفار عن مجتمعهم ودولتهم ليبدؤا الحكم الإسلامي. ورئيسها هو المرشد العام للأخوان المسلمين, وبعد الإحتفالات بدأ سريعاً النزاع علي الحكم بين الأخوان والسلفيين يتفقان ويتصارعان ويتقاتلان دائماً علي الحكم والخلافة ويقوم كلً منهما بعمل أتفاقات مع الجمهورية القبطية والجمهورية العلمانية في الخفاء ولكن في العلن يتم معاداة الجمهوريتين الكافرتين , ويتم في الدولة المصرية الإسلامية تطبيق الشريعة وفي نفس الوقت تحدث فيها كل الموبوقات ولكن بطريقة خفية ويسير كثيراً من المواطنين بدون أيدي بسبب تطبيق الشريعه عليهم والملفت للنظر أن كل من تم تطبيق الحد عليه يكون من طبقة الفقراء. ويمتليء الشارع بمظاهر الدين والتدين وتحدث نهضة دينية وتراجع أجتماعي وأقتصادي وعلمي وإنساني .
ومسموح في هذه الدولة بتواجد الأقباط ولكن بشروط صارمة أهمها عدم إظهار أي رمز مسيحي والإلتزام بالزي الإسلامي للسيدات عند دخولهم المطار وعدم المساوة بين المواطن المسلم والمواطن القبطي .وغير مرحب بتواجد مواطنين الجمهورية العلمانية , ولكن كل فترة يظهر في وسائل الإعلام مواطن ليبرالي أو قبطي يعلن إسلامه وسط التهليل علماني .
والأنترنت في الجمهورية الإسلامية مراقب وأغلب المواقع محجوبة ولكن القادرين مادياً فقط يمكنهم الدخول علي أي موقع بأجهزة خاصة
ونظراً لأن جمهورية مصر الإسلامية فقيرة والزيادة السكانية فيها مرتفعة جداً والصراع علي السلطه يأكل في أعمدتها , فأن المناوشات علي الحدود بينها وبين الجمهورية القبطية والجمهورية العلمانية لا تنتهي وأصبح حلم أغلبية المواطن فيها أن يستردوا باقي البلاد ويقوموا بغزو وفتح الجمهوريتين الشقيقتين ويسترجعوا الأمجاد القديمة .
ويري المواطنين في جمهورية مصر الإسلامية أن سبب كل مشاكلهم هو المؤامرات التي تحيكها الدولتان القبطية والعلمانية ضدهم , أما المعتدلين منهم فهم لا يطيقون العيش في الجمهورية الإسلامية ويريدون الهجرة لجمهورية مصر العلمانية لكي ينشروا الدعوة هناك ويقومون بهداية الكفار الملحدين ويحولوها لجمهورية أسلامية أخري.

الجمهورية المصرية القبطية :

لم يصدق مواطنيها أنفسهم أنهم أستقلوا بعد 1400 سنة وبدأ المواطنين في الإحساس بأنهم يعيشون في الجنة وتم الإتفاق علي ألا يكون الحكم ديني بل مدني ورئيسها رجل أعمال وملياردير من أغني 100 في العالم, ولكن البابا هو من يعطي للرئيس البركة ليتولي المنصب بعد إنتخابه , والأنتخابات تكون عادتاً نزيهة ولكن دائماً ينتخب الناس الرئيس والبرلمان الذي يؤيدهم البابا , كما أن أي قرار أو قانون يجب أن يمر قبل إقراره علي المجمع المقدس ليصلي ويطلب تدخل الرب في أقرار القانون ثم يتم تصويت المجمع علي القرار ثم يتم إيجاد الأيات من الكتاب المقدس التي تؤيد أو تمنع القرار
ولا يوجد قمع للحريات في الجمهورية القبطية ولكن يوجد قمع إجتماعي شديد ومن يخالف التقاليد والأعراف يتم نبذه والنظر له علي أنه إنسان خاطيء ويتم منعه من ممارسة الأسرار وعدم تعامله مع أي مؤسسة كنسية حتي يعترف علانية بخطأه ويقبل عقوبته من الكنيسة , وإذا أصر علي موقفه يتم محاكمته كنسياً ويصدر له حرمان ويصبح وحيداً وغريباً ومنبوذاً ولكنه يتمتع بكل حقوقه القانونية .
والأقليات من الطوائف الغير أرثوذكسية لا يتم أضطهادها بصورة مباشرة ولكن يتم نبذها والتضيق عليها أجتماعياً والسخرية منها علانية , ولا يسمح لهم بالتبشير بقوة القانون , ولا يسمح أن تباع كتبهم وترانيمهم ووعظاتهم إلا في مكتباتهم فقط وليس في المكتبات العامة والتي تمتليء بكتب البابا .
تدريجياً يصبح النفوذ الكنسي هو المسيطر علي كل الجمهورية ويصبح الظلم الإجتماعي والإنغلاق الفكري والجمود هما الصفه السائدة في المجتمع وتكاد تحس أنها دولة بدون إبداع ولا أختلاف ولا تنوع , لها فكر واحد ولها إتجاه واحد , حتي الناس أصبحت متشابهة في المظهر والهيئة
وهذه الجمهورية معدل الفقر بها منخفض , ولكن الناس تعيش فيها كالأموات يأكلون ويمارسون الطقوس المسيحية ويموتون دون أن يعيشوا الحياة , ومنتهي أمال أي فرد فيها هو أن يصل لمعرفة أحد رجال الدين فهذا مفتاح من أهم مفاتيح النجاح , وهذه المعرفة تعتبر الثروة الحقيقية في هذه الدولة, والطلاق ممنوع في الجمهورية القبطية بحكم القانون إلا لعلة الزنا ولكن يمكن أثبات علة الزنا بسهولة إذا كان للشخص علاقه قويه بكاهن أو أسقف , أما إذا لم يكن الشخص له هذه الواسطه الكهنوتية فيجب أن يحتمل خيانة شريكه في الحياة طالما لا يستطيع إثباتها
ويبذل رجال الدين المسيطرين علي الإعلام جهداً كبيراً لإقناع المواطنين أن الدولة العلمانية أرقي وأكثر تقدماً فعلاً من دولتهم ولكن ربنا غير موجود فيها . وأنهم يكفيهم أن دولتهم مباركة من الرب ومن البابا , ويكفيهم كم المعجزات الذي يحدث كل يوم في دولتهم , حيث أن العذراء تظهر كل يوم أربعاء في السماء (وأن كان البعض لا يراها لقلة إيمانه) كما أنه يوجد كهنة كثيرين يقومون بإخراج الشياطين من الشعب (حيث أن أعلي معدل البشر الملبوس بالشياطين يوجد في هذه الدولة, هذا بخلاف المواطنين المسكونين بالجن القادمين من الجمهورية المصرية الإسلامية) ويتم نقل وقائع إخراج الشياطين والجن علي الهواء علي قناة فضائية شهيرة تسمي (مكاري) ويفسر مواطنين الدولة الإسلامية هذا بأنه سحر وأن كهنة الأقباط بارعون في السحر وأخراج الجان لذلك يلجأون لهم بينما يفسر مواطنين الدوله الدينية ذلك بأنها معجزات ويهللون معتبرين أن هذا تبشير للمسلمين بصحة العقيدة المسيحية, ولكن للأسف لا يوجد كاهن واحد يشفي الأمراض كالسرطان والفشل الكلوي …الخ لسبب غير معلوم حتي الأن.
وكل من له عقل حر وإرادة حره ويريد أن يعيش هو وأولاده وأزوجته كأداميين يحاول جاهداً أن يحصل علي الهجرة لجمهورية مصر العلمانية ويستطيع هناك أن يعيش إيمانه الداخلي الحقيقي وليس الخارجي المزيف.

الجمهورية المصرية العلمانية :

الأقل عدداً ومساحة وأمكانيات طبيعية , ورئيسها من أصل غير مصري , ويوجد بها كل أنواع المصريين من مسلمين وأقباط وبهائيين وملحدين …الخ , ولا يوجد بها أي ذكر للدين فالدين عقيده بداخل كل موطن وليس له مكان في الدولة الرسمية
الدولة المصرية العلمانية ليست مجتمع من الملائكة , بل يوجد بها كل عيوب ومشاكل البشر , ولكن يوجد قانون ونظام عام , وتدريجياً أنعكس هذا علي تصرفات وشعور الأفراد بداخل الدولة , هي نظيفه لأن القانون يطبق بصرامه وبعدل ولأن الناس بدأت تكتسب عادة النظافة وتتعلمها
وتنظيم النسل أجباري في الدولة المصرية العلمانية ومحدد بطفلين فقط
دولة تسير فيها المنقبة بجانب من ترتدي المايوه بدون أن تلفت أحداهما النظر
دولة أغلب مواطنيها مبدعين عاملين غير متكلين أو كسالي
دوله لايتم تصنيف المواطنين بها حسب ديانتهم أو ثرائهم أو علاقاتهم ونفوذهم
دوله يعامل المواطنين فيها كأدمين أحرار
دولة بها من يرتكب أبشع أنواع المعاصي وبها قديسين يقتربون من الملائكة كل واحد حسب قلبه
دوله لا يتم ذكر لفظ الله كثيراً في أعلامها الرسمي ولكن تطبق تعاليمه وتحترم أرادته فيها أكثر من الدولتين الأخريتين
دوله بها حياة وتحاول وتخطيء وتصيب وتنجح وتفشل وتصارح نفسها وتقوم نفسها ولا تعلق فشلها علي معاداة الدولتين الشقيقتين لها ولا علي غضب الله عليها ولكنها تفكر وتبحث
المشكله الأساسية في الدولة المصرية العلمانية هي في كيفية صد طوفان البشر الذي يريد الهجرة إليها , وكيفية التعامل مع كم الهجرة الغير شرعية الوافد لها من الجمهوريتان الإسلامية والقبطية.

قرابين باريس البشرية. هل فرح الإله?

– يوم مأساة 11 سبتمبر في أمريكا قابلت زميل في العمل, يعمل أستاذ لغات بالجامعة, وكان مُسلم ملتزم “وصف يستخدم أحياناً لوصف المتطرف بطريقة مهذبة” وكان مبتهج, وبرر لي ذلك بأن أمريكا تستحق ما حدث.

وتم تقديم القرابين البشرية
وكان إلههم فرحاً

– يوم مذبحة ماسبيروا في القاهرة كانت أتابع في التليفزيون ناس مثقفة معتدلة وطنية “أوصاف تستخدم أحياناً لوصف الفاشيين بطريقة مهذبة” وكانوا يطلبون من المواطنين النزول لمساعدة الجيش في المذبحة.

وتم تقديم القرابين البشرية
وكان إلههم فرحاً

– يوم مذبحة رابعة العدوية بالقاهرة كان أغلب من أعارفهم من لأقباط الودعاء المسالمين المحبين أعدائهم “أوصاف يؤمن أغلب الأقباط بأنهم يتصفون بها” يهللون ويرفعون شكر وحمد للرب.

وتم تقديم القرابين البشرية
وكان إلههم فرحاً

– في فلسطين وإسرائيل وسوريا والعراق وغيرها كل يوم تقريباً يتم ذبح وحرق وتفجير سُنة وشيعة ومسيحيين ويهود وأطفال ونساء وعجائز وشباب, وسط جمهور المشجعين.

ويتم تقديم القرابين البشرية
ليجعلون إلههم فرحاً

الأخ الفرنسي الحزين والمنكوب, أعزيك وأشاركك الحزن والغضب,
النصيحة الوحيدة الصادقة التي أملكها لأقدمها لك:

لا تصدق كل دموعنا, فأغلبها كاذبة.
لا تصدق دموع من فرحوا ورقصوا علي جثث ودماء إخوتهم وشركاء وطنهم.

 

نحن نريد أن يفرح ويرضي الإله